يعاني كثير من الناس من الصداع النصفي «الشقيقة»، وتتنوع أساليب التعامل معه، كتجنب ما يثير النوبات أو الحرص على النوم لفترات كافية أو اللجوء لأدوية المخ والأعصاب أو مسكنات الألم..
إلا أن دراسة حديثة وجدت شيئاً إضافياً عجيباً..
في دراسة حديثة، وجد باحثون برازيليون - بيريس وزملاؤه - أن التشاؤم والتفاؤل لهما علاقة بالمعاناة من ألم الصداع. فقد وجدوا أن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي متشائمون أكثر من غيرهم. بينما أولئك الذين لا يعانون من الصداع النصفي، متفائلون أكثر من غيرهم!
فما علاقة التفاؤل والتشاؤم بالصداع؟
تقول الدراسة التي نشرت مؤخراً في دورية «هيديك»: إن الإنسان المتفائل، هو من يتوقع حدوث الأفضل دائماً حتى إن لم يوجد سبب واضح لذلك، إذ يقول لنفسه أشياء على غرار: «الأشياء السيئة تنتهي» أو «المستقبل سيكون أفضل». طريقة تفكيره هذه ستجعله يستقبل الألم بشكل مختلف.. فعندما تهاجمه نوبة صداع، يصبح محور تركيزه أن هذا الألم سينتهي وأنه مؤقت وعابر، وبالتالي، يقلل هذا الاعتقاد من معاناته من جراء هذا الألم وتزيد قدرته على احتماله!
على الناحية الأخرى، الشخص المتشائم والقلق - حسب الدراسة - هو من يتوقع الأسوأ ويركز على النصف الفارغ من الكوب، ويقول لنفسه مثلاً «الأشياء الجيدة نادرة الحدوث» أو «الأشياء السيئة تحدث كثيراً»، وبالتالي يصب تركيزه على الألم نفسه أو كونه متكرراً أو سيتكرر مستقبلاً. وبالتالي تزيد هذه الأفكار من معاناته ويتضخم إحساسه بالألم!
يضيف الباحثون أن نتيجتهم هذه تتماشى مع التأثير المعروف للتفاؤل على زيادة قوة التحمل، فهناك علاقة واضحة بين تفاؤل الإنسان وتقليل شعوره بالألم الجسدي.
التفاؤل كعلاج مساعد
يقول الباحثون في هذه الدراسة: إن نتائجهم تحتاج إلى مزيد من التجارب لمعرفة أبعاد الموضوع وكيفية تطبيقه علاجياً، لكنهم يقترحون أن تدريب الشخص على زيادة التفاؤل وتقليل التشاؤم والقلق، قد يكون له تأثير مباشر في تحسين نتائج علاجات الصداع النصفي.
وإلى أن يتم إجراء هذه التجارب التأكيدية يمكننا أن نسعى لزيادة التفاؤل على كل حال.. لسبب بسيط، هو أنه يحسن من جودة الحياة، ويساعدنا على احتمال الشدائد وتجاوزها!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق